جلس فى شرفته ينظر أمامه إلى مشهد الغروب .. الشمس تلفظ الانفاس الاخيرة لتعلن نهاية يوم كانت ساعاته و دقائقه سنوات بالنسبة له .. فى كل لحظة كانت تمر عليه كان يبدو عليه القلق و التوتر و كأنه ينتظر شيئا ما .. يمسك بهاتفه فى يده يقلب فيه للحظات ثم يغلقه .. يجلس امام مكتبه و ينظر الى شاشة الكمبيوتر امامه و يقلب فيه للحظات ثم يغلقه و يعود إلى الشرفة .. يتابع آخر نقطة كانت تبدو من قرص الشمس .. يعود و يقلب فى هاتفه ثم يغلقه للمرة الأخيرة .. و تحدثه نفسه .. ما الذى كنت تنتظره ؟ تعود به الذاكرة سنوات و سنوات إلى الخلف حين كانت تداعبه أحاسيسه التى كانت تتحرك فى صباه للمرة الاولى .. تتقاذف المشاهد امام عينيه .. لقاء و فراق ثم لقاء و فراق .. ثم لقاء و وداع .. تنعقد حواجبه و هو يتذكر لحظات التجاهل و عدم الاهتمام .. تسيل دموعه حين يتذكر كم كان متلهفا لرؤيتها و هى تواجه لهفته بلا مبالاة و برود .. يتذكر حين كان ينتظر موعدها فيجدها فى المكان و الزمان و لكنها لم تكن تنتظره .. و يعود فيتذكر لحظات كان ينعم فيها بلقاء عابر او حديث هاتفى نادر لم يتكرر كثيرا و لكنه حين كان يحدث كان يدوم لساعات .. فتمتد يده على هاتفه من جديد يقلب فيه ثم يضعه الى جواره ..أقبل الليل عليه و هو لا يزال فى شرفته .. و هاجمه صوت فى رأسه يتوعده و يلومه و يؤنبه فتبدو على وجهه نبرات الحزن العميق .. و علامات الحسرة على انتظاره .. كان ينتظر ردا على جملتين كتبهما بخط يده على ورقة ثم وضعها فى زجاجة و القى بها و هو لا يدرى انه القى بها فى قاع بئر عميق و استقرت الى جوار رسائله السابقة ..ثم انتظر ليسمع صوتا من العمق يرد عليه و لكن هيهات .. مرت عليه الدقائق و الساعات كانها أعوام دون أى رد و كأن رسالته ذهبت إلى حيث اللاعودة .. ترى هل من الطييعى عدم الرد ؟ حقيقة هو امر متكرر و لكنه كان يظن أن الامر اليوم قد اختلف .. كان يظن انه سيتلقى ردا و لو بكلمة واحدة يرتاح لها باله .. تساله نفسه ماذا أردت برسالتك ؟ فيجيب نفسه .. لا شئ الا اننى كنت ارغب فى استقبال كلماتها لأشعر فقط بوجودى .. لأجيب على كل الظنون التى اقتحمت عقلى .. لأطمئن فقط عليها و لتكن هى آخر مرة .. لا أريد شيئا يكدر صفوها و لا يغلب هدوءها و لا يغيب ابتسامتها .. فكل شئ عنها محجوب عنى .. و كل شئ منها محبوب عندى .. ثم يعود الى مقعده امام مكتبه و يكتب رسالة اخرى فيقول :-
مرة بعد مرة تضيع رسائلى و لا اعلم كيف قد استقبلتها عيناكى هل بغضب ام بابتسامة ام بفتور و برود .. لكنها لن تتكرر فانعمى بهدوئك و استقرار أيامك فلن اكون ابدا بين ما يعكر صفو حياتك أو يطفئ نور أيامك أو يظهر القلق على وجهك .. كنت دوما أدعو لك بكل الخير و أتمنى لك كل السعادة .. و اليوم لا ابتغى بسؤالى عنك الا الاطمئنان و انى صادق و انك تعلمين مدى صدقى فى احساسى بك .. ربما افترقنا بلا عودة و لكن ما يكمن فى القلب لم يفارقه و لن يفارقه .. لقد قطعت على نفسى................. ثم يسحب يده فجأة و يمسح بيده كل ما كتب و هو يقول لنفسه ..
لا داعى لهذه الرسالة أيضا فانى اعلم ان مكانها سيكون الى جوار ما سبقها فلتختفى رسائلى و لتغلق كل دفاترى و لتنكسر كل اقلامى فلن يحتمل القلب جرحا اكثر مما فيه .. فلم يعد فيه موضع ليس به ضربة موجعة .. و سوف أرحم قلبى الضعيف من أى زيادة فى جراحه و سأكتفى بما كان و انسحب و لن أحيى فى قلبى حزنه الذى عاشه عمره كله .. و لتكن رسالتى الماضية هى رسالتى الأخيرة ..
جلس فى شرفته ينظر أمامه إلى مشهد الغروب .. الشمس تلفظ الانفاس الاخيرة لتعلن نهاية يوم كانت ساعاته و دقائقه سنوات بالنسبة له .. فى كل لحظة كانت تمر عليه كان يبدو عليه القلق و التوتر و كأنه ينتظر شيئا ما .. يمسك بهاتفه فى يده يقلب فيه للحظات ثم يغلقه .. يجلس امام مكتبه و ينظر الى شاشة الكمبيوتر امامه و يقلب فيه للحظات ثم يغلقه و يعود إلى الشرفة .. يتابع آخر نقطة كانت تبدو من قرص الشمس .. يعود و يقلب فى هاتفه ثم يغلقه للمرة الأخيرة .. و تحدثه نفسه .. ما الذى كنت تنتظره ؟ تعود به الذاكرة سنوات و سنوات إلى الخلف حين كانت تداعبه أحاسيسه التى كانت تتحرك فى صباه للمرة الاولى .. تتقاذف المشاهد امام عينيه .. لقاء و فراق ثم لقاء و فراق .. ثم لقاء و وداع .. تنعقد حواجبه و هو يتذكر لحظات التجاهل و عدم الاهتمام .. تسيل دموعه حين يتذكر كم كان متلهفا لرؤيتها و هى تواجه لهفته بلا مبالاة و برود .. يتذكر حين كان ينتظر موعدها فيجدها فى المكان و الزمان و لكنها لم تكن تنتظره .. و يعود فيتذكر لحظات كان ينعم فيها بلقاء عابر او حديث هاتفى نادر لم يتكرر كثيرا و لكنه حين كان يحدث كان يدوم لساعات .. فتمتد يده على هاتفه من جديد يقلب فيه ثم يضعه الى جواره ..أقبل الليل عليه و هو لا يزال فى شرفته .. و هاجمه صوت فى رأسه يتوعده و يلومه و يؤنبه فتبدو على وجهه نبرات الحزن العميق .. و علامات الحسرة على انتظاره .. كان ينتظر ردا على جملتين كتبهما بخط يده على ورقة ثم وضعها فى زجاجة و القى بها و هو لا يدرى انه القى بها فى قاع بئر عميق و استقرت الى جوار رسائله السابقة ..ثم انتظر ليسمع صوتا من العمق يرد عليه و لكن هيهات .. مرت عليه الدقائق و الساعات كانها أعوام دون أى رد و كأن رسالته ذهبت إلى حيث اللاعودة .. ترى هل من الطييعى عدم الرد ؟ حقيقة هو امر متكرر و لكنه كان يظن أن الامر اليوم قد اختلف .. كان يظن انه سيتلقى ردا و لو بكلمة واحدة يرتاح لها باله .. تساله نفسه ماذا أردت برسالتك ؟ فيجيب نفسه .. لا شئ الا اننى كنت ارغب فى استقبال كلماتها لأشعر فقط بوجودى .. لأجيب على كل الظنون التى اقتحمت عقلى .. لأطمئن فقط عليها و لتكن هى آخر مرة .. لا أريد شيئا يكدر صفوها و لا يغلب هدوءها و لا يغيب ابتسامتها .. فكل شئ عنها محجوب عنى .. و كل شئ منها محبوب عندى .. ثم يعود الى مقعده امام مكتبه و يكتب رسالة اخرى فيقول :-
مرة بعد مرة تضيع رسائلى و لا اعلم كيف قد استقبلتها عيناكى هل بغضب ام بابتسامة ام بفتور و برود .. لكنها لن تتكرر فانعمى بهدوئك و استقرار أيامك فلن اكون ابدا بين ما يعكر صفو حياتك أو يطفئ نور أيامك أو يظهر القلق على وجهك .. كنت دوما أدعو لك بكل الخير و أتمنى لك كل السعادة .. و اليوم لا ابتغى بسؤالى عنك الا الاطمئنان و انى صادق و انك تعلمين مدى صدقى فى احساسى بك .. ربما افترقنا بلا عودة و لكن ما يكمن فى القلب لم يفارقه و لن يفارقه .. لقد قطعت على نفسى................. ثم يسحب يده فجأة و يمسح بيده كل ما كتب و هو يقول لنفسه ..
لا داعى لهذه الرسالة أيضا فانى اعلم ان مكانها سيكون الى جوار ما سبقها فلتختفى رسائلى و لتغلق كل دفاترى و لتنكسر كل اقلامى فلن يحتمل القلب جرحا اكثر مما فيه .. فلم يعد فيه موضع ليس به ضربة موجعة .. و سوف أرحم قلبى الضعيف من أى زيادة فى جراحه و سأكتفى بما كان و انسحب و لن أحيى فى قلبى حزنه الذى عاشه عمره كله .. و لتكن رسالتى الماضية هى رسالتى الأخيرة ..
من أصعب ما يمر به المرء، هو ذلك الحنين، والحب الباقي، إلي شخص، لا يبالي، ما أظلم ذلك الحب، الذي قد يعاني من لهيب ناره، أحدهم، والآخر ربما لا يتذكره حتي!
كلمات، أكثر من رائع، ومؤثره جدًا دائمًا متميز ي صديقي