فلا يحل للمسلم أن يتزوج مشركة ""من غير أهل الكتاب" حتي تسلم ، ويدخل في ذلك الحكم : الوثنية، والزنديقة ، والمرتدة عن الإسلام ، والملاحدة ، القاديانية ، والبهائية، والدرزية ، والعلوية.
وكذلك وكذلك لا تزوج المسلمة لكافر سواء كان من أهل الكتاب أو من غيرهم، قال تعالي : (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ) "الممتحنة : 10"
ويلاحظ :
أ - إنما منعت المسلمة من التزوج بالكافر ولو كان من أهل الكتاب حتي لا يكون له عليها سلطان ، ولأن القوامة حق الرجل فربما فتنها عن دينها.
وأيضاً فإنه لا يعترف بدين الإسلام فيسئ إليها ، بخلاف العكس فإن المسلم يعترف بدينها فيجعل ذلك داع إلي استمرار حسن المعاشرة والله أعلم.
ب - يزعم البعض أن نساء أهل الكتاب اللاتي يباح نكاحهن ليسوا نساء العرب ، لأنهن يقلن بالتثليت أو ببنوة عيسي وعزير لله وهذا لا شك كفر ، والذي عليه جمهور العلماء إباحة التزوج منهن ، رغم هذا الاعتقاد لأنه هو الذي كان عليه اليهود والنصاري يوم نزول القرآن "وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ" (المائدة : 4) وهو مذهب ابن عباس وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
قال ابن عثيمين رحمه الله : "فالحال أن الذي عليه جمهور أهل العلم أن من تدينت بدين أهل الكتاب ، وانتسسبت إليهم فإنه يحل نكاحها ولو كانت تقول بالتثليث"
ج - ومع إباحة الزواج من أهل الكتاب - بشرط أن تكون عفيفة - إلا أن الأفضل للمسلم أن لا يختار زوجة منهن خشية أن تفتنه عن دينه ، أو تفتن أولاده ، وفد يكون ذبك ذريعة إلي موالاة أهلها وقد نهينا عن موالاتهم ، ولكن الزواج منهن في حالات خاصة ، كأن يكون في مكان لا يجد في مسلمات مثلا.
قلت : ومما يدل علي كراهة الزويج منهن ما ثبت أن حذيفة تزوج يهودية فكتب إليه عمر : طلقها فكتب إليه لم؟ أحرام هي ؟ فكتب إليه ، لا ، ولكني خفت أن تعاطوا المومسات منهن
قلت : وتزداد هذه الكراهة إذا كانت حربية ، بل ذهب بعض العلماء إلي حرمة الزواج منها ، لأنه يكصر سواد أهل الحرب، وقد سئل ابن عباس عن ذلك فقال : "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" (التوبة : 29)